مفهمة الشعر العربي: تأثير نظرية "المحلية" على الخطاب الشعري الحديث

الملخص

يستكشف هذا البحث مفهوم المحلية (Vernacularism) كما قدمه ناصر الحجاج في كتابه المحلية العربية (2024)، بوصفه استراتيجية ثقافية مضادة للهيمنة اللغوية والثقافية التي فرضتها العولمة. يتناول البحث إعادة توظيف "الثيمات المحلية" في الخطاب الشعري العربي الحديث، بوصفها وسيلة لاستعادة التنوع اللغوي المقموع وتحقيق التوازن بين اللغة العربية الفصحى واللغات المحكية، التي أشار إليها ابن خلدون بـ لغات الأمصار والتي تشكل بمجموعها اللسان العربي (Arabi).  يعتمد البحث على كل من المنهج الاستردادي (Retrospective Method)  والتحليل الثيمي (Thematic Analysis)  في دراسة التراث اللغوي العربي. فهو يتتبع التفاعل التاريخي بين العربية الفصحى واللغات المحلية، بدءًا من تعدد التقاليد اللغوية للقرآن الكريم وحتى ترسيخ الفصحى كلغة معيارية رسمية على حساب التنوع اللغوي داخل اللسان العربي. بالإضافة إلى ذلك، يتم توظيف التحليل الثيمي لفحص كيفية تجلّي الثيمات المحلية في الخطاب الشعري، والكشف عن أنماط المقاومة الثقافية وتشكّل الهوية. كما يبرز البحث دور الثيمات المحلية في شعر رواد الحداثة، مثل بدر شاكر السياب ومظفر النواب وصلاح عبد الصبور، محللًا كيفية استخدامها كأدوات تعبيرية تتيح للقصيدة العربية الانفتاح على الهويات الثقافية المتعددة. من خلال هذا الطرح، يساهم البحث في إعادة قراءة العلاقة بين اللغة والسلطة والهوية الثقافية، مسلطًا الضوء على أهمية التعددية اللغوية بوصفها جزءًا أصيلًا من التراث العربي الحي.