الرمز الأسطوري في شعر محمد عفیفي مطر(2010-1935)

الملخص

الكلمة هي إحدى الأدوات التي تمكن الإنسان من التأثير في الآخرين وجعل الفعل يبدو قبيحا ومقيتا أو حسنا وممتعا. الآن ، إذا تم التعبير عن هذه الجمل في شكل شعر ، فإن التأثير سوف يتضاعف ويعود هذا إلى الإحساس البشري بالجمال ، والذي يرتبط بشكل طبيعي بالغناء والموسيقى ، مع الأخذ في الاعتبار وجود هذا المعنى الطبيعي في جميع البشر ، يمكن للشاعر أن يستخدم موهبته في نقل المفاهيم والتأثير على الآخرين لطلب المساعدة. بالنظر إلى وجود القهر والطغاة في جميع العصور ، كان تاريخ الشعراء المعاصرين يفكر في طريقة لإنقاذ أنفسهم من عواقب التعبير الصريح حتى لا يتعرضوا لمصير الحلاج وسقراط وما إلى ذلك. ويسمى هذا التعبير الرمزي.کثرت وتعددت الدراسات والبحوث حول مفهوم الرمز في الأدب، لاسيما في الشعر، لانه من خلال الرمز يمکن أن يعطي الشاعر عدة معان مختلفة، ويحاول الشاعر عبر الرمز أن يعطي إشارة وتلميحا لموضوع سابق أو حکاية أو ثيمة أو أي شيء يريده من خلال الترميز، وساعدت هذه التقنية الشاعر أن يعبر عن قراءاته المختلفة، وإدخال الشخصيات التراثية والأسطورية للتعبير عما يخالج فکره وأيدولوجيته الفکرية الخاصة، وقد اکتنزت قصائد محمد عفیفي مطر بهذا اللون الشعري المميز، وتميز عن سائر الشعراء المعاصرين له، إذ لم يکن محمد عفیفي مطر تقليديا في استخدام هذه التقنية الأدبية ولا يمکن دراسة أشعاره حسب النظرية البلاغية القديمة، بل حاول أن يستعمل تقانات حديثة ومستحدثة، وأضاف الأسطورة کرمز في قصائده، مما جعل البحث يتوقف على هذا الأساس ويرکز البحث على اکتشاف الرمز الأسطوري عند محمد عفیفي مطر وفقا للمنهج التحليلي والوصفي، وقد درس في البداية مفاهيم الرمز والأسطورة وماهیة الأسطورة والأساطير في الدول المختلفة والأساطير في الأدب العربي والرمز الأسطوري عند الشعراء المعاصرين وأسباب اللجوء إلى الأسطورة وبعدئذ حاولت أن تبين أساليب الشاعر في استخدام الرمز الأسطوري مع تحليل وبحث نظري، وسلطت الدراسة الأضواء على دلالات الرموز الأسطورية والرموز البصرية للحرية. وقد توصل البحث إلى عدة نتائج وأهمها أن الرمز الأسطوري أضاف جمالية وجاذبية خاصة، وتبين أن الشاعر یکون ملما بالثقافات والحضارات المختلفة مما أضفى هذا الرمز جمالا على نصه الشعري.